skip to main |
skip to sidebar
بالرغم من محاولة عمر إبن الحج أحمد الأكبر إخفاء أن جميع هذه الأوراق هي
أوراق جدي الحج خليل عاشور إلا أنه ليس هناك أدنى شك بذلك, كما رأيت و كما توضح هذه الأوراق, فالأوراق الخاصة بأخيه أحمد
و أخته عائشة قاما بالتنازل عنها مقابل مبلغ من المال , و هناك اعتراف صريح من أحد
أبناء الحج أحمد بأنه تنازل عن أوراقه مقابل مبلغ من المال , و هذا ما حدث بالضبط
مع أخته عائشة التي طلب منها زوجها كما حرض زوج أخته أحمد عاشور على الحصول على
مبلغ من المال مقابل التنازل عن الأوراق. ما حصل بهذه الأوراق يفوق الخيال , فلقد
ذهب والدي و عمي , أخوه الأصغر ,إلى ابن الحج أحمد الأكبر ليرياه
الأوراق التي كانت في عهدة عمي إسماعيل بعد وفاة جدي , حيث سلمت زوجة
عمي إسماعيل رحمهما الله الأوراق لوالدي بعد أن قام بتسوية معاشه التقاعدي و أمور
ورثته متنازلا عن أي حق له في ميراثه و أمور أخرى. و إذا بابن الحج أحمد
الأكبر يقترح أن يقوم ابنه بتصوير الأوراق بالماسح الضوئي و أنه سيقوم بتغليف الأوراق
بالجلاتين, ولم نسمع عن أي أوراق سواء أصلية أو مصورة أو مجلتنة, و هكذا
تبدت حكاية تحايل ابن الحج أحمد
الأكبر على والدي - و من الممكن على أخيه الأصغر - و استمرت الحكاية سنوات . كان والدي في كل مرة أحثه فيها بأن نذهب
لأبن الحج أحمد لاسترداد الأوراق
يتحمس ثم يخبو حماسه, و في السنوات الأخيرة أو السنة الأخيرة صار يوصيني بأن أسترد هذه الأوراق بعد رحيله حيث كان متيقنا و كنا متأكدين أنه سيرحل قريبا. و هكذا تضافرت الحيلة التي حاكها عمر عاشور و وقاحته منقطعة النظير, مع حياء والدي و خجله في أن تبقى أوراق جدي الحج خليل في يد الجنرال الذي لم يشارك في معركة و لم يحصل على نيشان طوال حياته.
بعد أن رحل والدي , طلبت من
أخوتي أن يقوموا بطلب الأوراق من ابن الحج أحمد و استعدوا للقيام بذلك, لكن يبدو أن الحياء و الخجل قد منعهم من القيام
بذلك , فما كان مني إلا أن طلبت من الابن الوحيد لابن الحج احمد
الأكبر أن يزودني بصور أوراق جدي الحج خليل فلقد قام كما عرفت بتزويد أعمامه بالأوراق
مع أنه ليس لهم بها أية علاقة. طلبت ذلك لأني حتى الآن خارج غزة . و لكني فوجئت عندما بعث لي صور الأوراق أن هناك ورقتان ناقصتان و هما الورقتان التي تنازل فيها الحج أحمد و أخته عائشة عن أوراقهما لجدي الحج خليل مقابل مبلغ من المال, فلقد رأيت هاتين الورقتين أكثر من مرة , و كانت آخر مرة عندما ذهب والدي و عمي الأصغر ليطلعا ابن الحج أحمد على الأوراق لهدف في نفسهما لا أعرفه. يبدو أنهما أرادا أن يطلعاه على الحقيقة التي طالما تجاهلها هو و أخوته. فلقد كانوا يتجاهلون أن سيدي الحج خليل طالما أعطى أخاه - والدهم الحج أحمد- ما جادت نفسه بالمال , خصوصا وأنهم في قرارة أنفسهم و في الحديث المستتر و العلني طالما حملوا جدي الحج خليل المسؤولية عن ضنك عيشهم في الستينات و الخمسينات بعد الهجرة و طالما حملوه المسؤولية كليا أو جزئياً عن العلاقات المتوترة - أو الفاترة على أقل تقدير- بين الأخوين. أو أنهما أرادا أن يرياه أن الأرض التي طالما تبجح بالحديث عنها لا تخصه بأي حال من الأحوال فأوراق ملكية الأرض التي استخرجها سيدي الحج خليل من الإدارة المصرية تنازل عنها الحج أحمد هو و أخته عائشة لسيدي الحج خليل. قد يكونا أرادا أن يثبتا له أن والده قد تصرف بأوراق الطابو الأصلية , فهذا ما أعرفه جيدا منذ طفولتي الباكرة , فأوراق الطابو الخاصة بوالد جدي الحج خليل التي كانت حصرت إرثه لأبنيه و بنتيه و زوجته , التي كانت بحوزة جدي قبل أن يستولي عليها ابن الحج أحمد الأكبر, استخرجها جدي في غزة من الإدارة العسكرية المصرية. بينما بقيت أوراق الطابو الصادرة عن حكومة الانتداب البريطاني مع والده في المجدل و حملها الحج أحمد معه لاحقا إلى الخليل حيث باعها هناك عندما صرف خلال عام من وجوده هناك كل ما تبقى له من المال الذي جناه من البضاعة التي وضع يده عليها في دكانة سيدي الحج خليل في المجدل. قد يكونا أرادا أن يقولا له مواربةً أن والده أحمد لم يقم بسرقة أموال والده ليسافر إلى الحجاز و قبرص و بيروت ليتسكع و ليصبح الحج أحمد فحسب, بل ووضع يده على بضاعة والدهما في المجدل ليتبغدد, و عندما خير بين الرحيل إلى غزة حيث أمه وأخوه و أخواته أو الرحيل إلى الخليل, اختار الخليل حتى لا يعيد لسيدي الحج خليل و لشريكه و لو جزءاً يسيراً من ثمن البضاعة التي باعها في المجدل, و حتى يأخذ معه بضعة أنوال إلى الخليل لعل و عسى , و لكنه لم يستفد منها فهو لم يعتد على العمل. و قد أرادا أن يقولا له أن جدي اشترى من والده ثلاث دونمات مقابل 100 جنيه فلسطيني بعدما لم يتبقى لوالده من مال بعدما سرقها أبنه الثاني أحمد, ليقوم الأب بالإنفاق على ابنه الثاني و زوجته الثانية ذات الأربعة عشر عاما التي تزوجها بعد أن طلق زوجته الأولى - بنت أبو زاهر. فالابن لم يزاول يوما عملا, إلا عندما عمل حارسا في مقبرة معسكر جباليا, عندما أبلغ جدي القاضي الذي اقترح عليه أن ينفق على أخيه, بأنه من الأولى أن توظفه الحكومة و يصرف هو على نفسه و أسرته مما يحصله عليه من أجرة أو راتب, فهو مجرد تاجر بسيط يستطيع بالكاد أن ينفق على أسرته و أفرادها. قد يكونا قد أرادا أن يذكراه كيف تزوج عمتي بمقارنة عقد زواجه بعقد زواج عمتي الثانية. ففي عقد زواجه ليست هناك أية إفادة أن جدي قد كان قبض المهر, حيث ذكر في العقد فقط أن جدي أن بنته موكلته قد قبضت المهر, بينما في عقد زواج عمتي الأخرى - الأكبر- إشارة واضحة لا ريب و لا شك فيها بأنه هو الذي قبض المهر أمام الحضور و المأذون. يبدو أنهما أرادا أن يعلماه أن أخوه لم يسدد المال الذي اقترضه من جدي. هذه الأوراق تحكي حكايات عديدة أدعي أنني أعرف الكثير منها و أجهل الكثير عنها, لكن الأكيد أن أنني أعرف الحكاية بمجملها, حكايتنا مع من وضعوا أيديهم على بضاعة جدي الحج خليل , مع من لم يسددوا ما استلفوه, مع من قابلوا الإحسان بالجحود و النكران بل و بالإساءة, من عاقبونا على أننا أحفاد الحج خليل, حكايتنا مع الذين استباحوا كل شيء, الذين استباحوا الأرواح التي حرم الله قتلها إلا بالحق حتى يرضوا غرورهم و يشبعوا رغباتهم بإظهار أهميتهم المدعاة , حكايتنا مع النرجسيين الذين سمموا الهواء بالفسو و الضراط و بغازات النشادر و الأرواح بعنجهيتهم و باستهتارهم بالأخرين و استهزائهم منهم. حكايتنا مع الذين اختطفوا الأوراق و يريدوا أن يختطفوا الحكاية, ليبنوا عليها فللا و أمجاد و نفوذا . سأسرد حكاية
هذه الأوراق التي تمتد على أكثر من قرن و نصف , سأسرد كيف تم السطو عليها و كيف تم
السطو على سردية و حكاية الناس العاديين, و حكاية الشعب الذي يحاولون ادعاء تمثيله و النطق
باسمه. سأسرد الحكاية كما هي, فسرد الحكاية ستكشف الكثير من الحقائق التي طالما حاولوا إخفاءها , الحقائق التي تحفل بها غزة و الكل يتستر عليها. مثلا الفعلة التي فعلها أحدهم قبل تسعة و ثلاثين عاما عندما قام بتصفية أخته على أيدي زعران الفصائل بعد أن بعثها والده إلى سوريا ليعتني بها و يرشدها. الفعلة التي جعلته يتستر على جريمة لنحو أربعة عقود. هذه القدرة على التستر على هذه الفعلة النكراء هي الي جعلته يصل إلى ما وصل إليه كثعلب عجوز بالرغم من كل جلافته و قسوة قلبه و إنعدام أي وازع أخلاقي لديه. و هذا النجاح في التستر, و تصوير الأمر للآخرين و كانه ورم أو خراج في الدماغ , هو الذي جعله يستمر بعنجهيتة بدون أدنى خجل أو مواربة.